هل فتحت المصحف تبحث عن “إشارة”؟  توقف فورًا!

هل فتحت المصحف تبحث عن “إشارة”؟  توقف فورًا!
2025/06/29

الفأل الحسن سنة نبوية تدعو إلى التفاؤل بالكلمة الطيبة، فهو يبعث في النفس الأمل ويشرح الصدر، بخلاف الطيرة التي لا تكون إلا فيما يسوء.

 

ومن أمثال التفاؤل أن يكون لأحدنا مريض، فيتفاءل بما يسمعه، فيسمع من يقول: يا سالم، أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول: يا واجد، فيقع في قلبه رجاء البرء و نيل الحاجة.

 

وكان النبي ﷺ يحب الفأل الحسن، وهو ما ينشرح له صدره كالكلمة الطيبة، ففي الصحيح: (لا طِيَرَةَ وخَيْرُها الفَأْلُ قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، وما الفَأْلُ؟ قالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ) [أخرجه البخاري (5754) رواه مسلم (2223)] .

 

ومثاله:

إذا خرج لسفر أو إلى عيادة مريض وسمع: يا سالم يا غانم أو يا عافية. هذا إذا لم يقصده، وأما إذا قصد سماع الفأل ليعمل على ما يسمع من خير أو شر فلا يجوز؛ لأنه من الأزلام المحرمة التي كانت تفعلها الجاهلية.

 

وفي معنى هذا مما لا يجوز فعله استخراج الفأل من المصحف فإنه نوع من الاستقسام بالأزلام؛ ولأنه قد يخرج له ما لا يريد فيؤدي ذلك إلى التشاؤم بالقرآن، فمن أراد أمرًا وسمع ما يسوء لا يرجع عن أمره وليقل: اللهم لا يأتي بالخير إلا أنت، ولا يدفع الشر إلا أنت.

 

والمقصود بأخذ الفأل من المصحف:

أي: فتحه والنظر فيما يخرج، وبناء التصرف على ذلك.

ومثاله: أن يقوم بعض الناس بانتقاء مواضع عشوائية في القرآن الكريم ثم يقومون بعد ذلك بالبحث عن شيء ما في الصفحة التي اختاروها من المصحف لتعطيهم إشارة تؤثر على قرارهم.

 

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن استفتاح الفأل من المصحف فأجاب في الفتاوى:

هذا ليس الفأل الذي يحبه رسول الله ﷺ، فإنه كان يحب الفأل ويكره الطيرة. والفأل الذي يحبه هو أن يفعل أمرًا أو يعزم عليه متوكلاً على الله فيسمع الكلمة الحسنة التي تسره،...، وأما الطيرة بأن يكون قد فعل أمرًا متوكلاً على الله أو يعزم عليه فيسمع كلمة مكروهة: مثل ما يَتم أو ما يفلح ونحو ذلك، فيتطير ويترك الأمر فهذا منهي عنه كما في الصحيح عن معاوية بن الحكم السلمي قال: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أُمُورًا كُنَّا نَصْنَعُها في الجاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَأْتي الكُهّانَ، قالَ: فلا تَأْتُوا الكُهّانَ. قالَ قُلتُ: كُنَّا نَتَطَيَّرُ قالَ: ذاكَ شيءٌ يَجِدُهُ أحَدُكُمْ في نَفْسِهِ، فلا يَصُدَّنَّكُمْ) [رواه مسلم (537)]  فنهى النبي أن تصد الطيرة العبد عما أراد .

 

وقال القرافي رحمه الله في الفروق: 

أخذ الفأل من المصحف وضرب الرمل والقرعة والضرب بالشعير وجميع هذا النوع حرام؛ لأنه من باب الاستقسام بالأزلام. والأزلام أعواد كانت في الجاهلية مكتوب على أحدهما افعل وعلى الآخر لا تفعل وعلى الآخر غفل فيخرج أحدها، فإن وجد عليه افعل أقدم على حاجته التي يقصدها أو لا تفعل أعرض عنها واعتقد أنها ذميمة، أو خرج المكتوب عليه غفل أعاد الضرب فهو يطلب قسمه من الغيب بتلك الأعواد فهو استقسام أي طلب القسم، الجيّد يتبعه، والرديء يتركه، وكذلك من أخذ الفأل من المصحف أو غيره إنما يعتقد هذا  المقصد إن خرج جيدا اتبعه، أو رديئا اجتنبه، فهو عين الاستقسام بالأزلام الذي ورد القرآن بتحريمه فيحرم.

 

فالقرآن هُدًى ونور، لا يُجعل أداة لكشف الغيب أو تحديد المصير. وليكن تعلّقنا به تلاوةً وتدبرًا لا تشاؤمًا أو تساؤلًا محرّفًا عن مقصوده.

 

شاركنا تجربتك:

 هل سبق وأن رأيت أحدًا يفتح المصحف عشوائيًا ليتخذ قرارًا؟

 

وكيف يمكن للإنسان أن يستبدل هذه العادات الجاهلية بوسائل شرعية تعزز التفاؤل والطمأنينة؟

بحث

الأكثر تداولاً

ellipse
loading

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة